حلم صديقي «المصرقع»

كان صديقي المصرقع متكئاً على “صبة إسمنتية” على شكل كنب مقابل كورنيش جدة الجديد اللي نشرت الصحف ان تكلفته “180 مليون ريال” (يا صلاة النبي).. بصراحة أول مرة أكتب هالرقم، حدي أكتب وأنطق بعشرة آلاف ريال، لا وتكون عهدة بعد.. يعني يا ويلي أضيعها وتلقاني ماسكها بيدي وأسناني؟! نرجع للمصرقع، أخذ يُفكِّر بعد أن اتكأ على جنبه الأيسر، وأمامه البحر النظيف الخالي من مُعلَّبات البيبسي، وبعض فخوذ الدجاج، وبينما تحوم بجواره القطط السوداء التي ربما انتدبتها الأمانة لأكل الفئران حفاظاً على البيئة (يخزي العين ما أحرص الأمانة).. حلم صديقي المصرقع حلم يقظة لو أصبح مديراً عاماً ماذا يعمل؟! يقول…!! ** سأحرص على أكون مشخَّصا كل الوقت، حتى ربما أنني أنام وأدخل الحمام وأنا مشخَّص. ** سأكون مواظباً على الدوام، يعني أداوم الساعة 11 الصباح واطلع من المكتب الساعة 11:40 صباحاً، بعد أن أقضي 40 دقيقة لخدمة المواطنين ولتسيير أمور العمل؟! طبعا الـ40 دقيقة ستتخللها شرب القهوة والترحيب من النواب والمساعدين ومتابعة تويتر، وربما إجراء مكالمات بسائق العائلة الهندي كومار للاطمئنان على البزران. ** سأُغير طريقة كلامي يعني “سأتكلم بفخامة وبعبارات قليلة مثل: القهوة يا برجس.. احنا هنا لخدمتكم الله يحييكم.. ولو قابلني مواطن مزعج حقوله “روح اشتر.. أو وش اسويلك.. أو توكل على الله”..! ** لن أرد على الاتصالات من الأصدقاء القديمين اللي بالجامعة، أو الحارة أو العمل، لا وممكن لمَّا يتصل علي أحد مثلك يا عوض حقوله: “كلّم السكرتير وخد موعد الله يحييك”.. مدير ولازم يكون لي برستيج.. ولا إيه.. ** حذياني الشرقي سأطلقها ثلاثاً بلا رجعة، وسألبس الجزمة الفخمة المستوردة من أوربا، وأضع الخاتم العقيقي والساعة السويسرية الغالية (بس لازم أربي كرش لزوم التشخيص)..! وقبل أن يكمل صديقي المصرقع حلمه تفأجأ بأحد المارة يقول بصوت مرتفع نحوه.. يغازل يغازل امسكو هاه السفيه.. ثكلتك أمك يا مغزلجي..؟؟